اخبار بروز
اخبار بروز
الدول و الإمارات الشيعية في اﻷهواز
ÊÇÑíÎ : 24 Dec 2014
الدول و الإمارات الشيعية في اﻷهواز الجزء الأول
( الإمارة الدبيسية و إمارة البطائح و الدولة المشعشعية )
تمثال الأمیر دبیس بن عفیف الأسدي
*اعداد: محمد سعدي
توطئة :
يقسم المؤرخون ، العصر العباسي إلى مرحلتين من ناحية القوة و الضعف و السيطرة و الإنحلال ، أما العصر الأول الذي تمثل بقوة الخلفاء العباسيين و سيطرتهم بقبضة من حديد على السلطة ، فكان من قيام الدولة العباسية إلى عصر المتوكل ، ففي عهد المتوكل العباسي ، بدأ العصر العباسي الثاني و هو عصر نفوذ الأتراك ( 232-334 هجري ) ، و الذي اعتبره البعض بدء عصر إنحلال الدولة العباسية ، فضعفت سلطة الخلفاء بشكل عام فأصبح حكمهم إسميأ و فقدوا السلطة التنفيذية التي سيطر عليها القادة العسكريين و كان لسياسة المتوكل و أسلافه الأثر البالغ في إنفصال بعض أمصار الدولة و استقلالها عن السلطة المركزية بالتدريج ، حيث نشأت دويلات صغيرة و إمارات مستقلة .
أول إمارة :
- إمارة بني أسد
قبيلة بني أسد الشيعية ، كانت في شمال غربي اﻷهواز منذ القدم - و لا زالت - تستوطن الحويزة .
و يرجع نسب بنو أسد إلى ربيعة بن مدركة بن أياس بن مضر بن نزار و هي ذات بطون كثيرة .
و كانت تنتقل بطون بني أسد بن خزيمة في القرن الرابع الهجري بين البصرة و واسط و اﻷهواز .
قامت إمارة شيعية لهذه القبيلة في الحويزة على يد أبو اﻷغر دبيس بن عفيف اﻷسدي حينما حاز الحويزة غربي اﻷهواز أيام الطائع بالله العباسي و قد استطاع دبيس أن يؤسس إمارته هذه أيام ضعف الدولة العباسية و اتخذ من مدينة الحويزة عاصمة له .
جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي " حويزة : تصغير الحوزة ، و أصله من حاز يحوزه حوزا إذا حصله ، و المرة الواحدة حوزة : و هو موضع حازه دبيس بن عفيف الأسدي في أيام الطائع لله و نزل فيه بحلته و بنى فيه أبنيه و ليس بدبيس بن مزيد الذي بنى الحلة " .
** معلومة من كتاب " اﻷعﻻم في الأهواز " : قيل أول من اختط الحويزة هو الأمير دبيس بن عفيف اﻷسدي .
كانت الإمارة ذات نفوذ واسع حيث امتد نفوذها فشمل أكثر مناطق الأهواز و امتد إلى واسط كما ينقل الزبيدي ؛
" و في تاج العروس في الحلة : بناها ملك العرب أبو اﻷغر دبيس بن عفيف اﻷسدي يجتمع مع المزيديين في ناشرة ملك الجزيرة و اﻷهواز و واسط " .
- حكام إمارة بني أسد
1. أبا اﻷغر دبيس بن عفيف الأسدي : مؤسس الإمارة و حكم من سنة 363 إلى سنة 386 هجري .
2. طراد بن دبيس بن عفيف اﻷسدي : حكم من سنة 386 إلى 419 هجري و شاركه فيها إخوته مضر و مهارش .
3. الحسين بن علي بن دبيس اﻷسدي : لم تذكر مدة حكمه و إنما ذكره الزركلي في ترجمة منصور و ترجمة علي بن طراد اﻷسدي .
4. منصور بن الحسين بن علي اﻷسدي : أبو الفوارس ، شهاب الدولة : أمير ، كانت له الجزيرة الدبيسية ( قرب موضع الخوزيين * ) ، استولى عليها سنة 419 هجري و استقر فيها إلى أن توفى ، و كان شجاعا حازما ، و لمهيار الديلمي قصائد في مدحه .
* الخوز : هم صنف من الناس يرجع نسبهم إلى خوزان بن عيلم بن سام بن نوح ( عليه السلام ) ، سكنوا مناطق في الأهواز و سميت بإسمهم .
المصادر : الزبيدي ، تاج العروس ، ج 4 ، ص 35 .
الطريحي ، مجمع البحرين ، ج 1 ، ص 714 .
* إن الخوز هم البقية المتبقية من الشعب العيلامي الذين لهم لغتهم الخاصة بهم و التي تسمى بالخوزية و التي تكلم عنها الجغرافيون العرب كما يذكر المستشرق والتر هنتس بقوله : " إن اللغة التي تكلم عنها الجغرافيون في القرون الوسطى في الأهواز ، لا عبرية و لا عربية و لا فارسية ، هي آخر شكل من اللغة العيلامية ( خوز ) و هم نسل العيلاميين .
المصدر : والتر هنتز ، دنياي گمشده عیلام ، ص 27 .
5. سند الدولة علي : ملك جزيرة بني دبيس أيضا سنة 445 هجري و مات سنة 448 هجري ، قرب الحويزة .
6. أبو اﻷغر نور الدولة دبيس : ولى اثنان و ستون سنة .
7. أبو كامل بهاء الدولة منصور : ولى بعد أبيه أربع سنين ، من سنة 494 هجري ، توفي سنة 498 هجري .
8. همام الدولة أبو الحسن صدقة بن منصور بن حسين بن دبيس : حكم ثلاث سنوات .
- الحرب بين بني دبيس و بني مزيد ( مزيد : بكسر الميم و يكون الزاي و فتح الياء )
كانت زعامة الإمارة في الجزيرة لبني ناشرة بن نصر ، و هم فخذ من قبيلة بني أسد .
و كان يتنافس على الزعامة بنو مزيد الناشري و بنو عفيف الناشري ، أدى هذا التنازع في ما بعد إلى انقسام قبيلة بني أسد إلى شطرين كان أحدهما بنو عفيف أمراء الإمارة المذكورة و الشطر الثاني هم بنو مزيد الذين أسسوا بعد حين إمارة المزيديين في الحلة فظل هذا النزاع باقيا رغم التقارب الحاصل بينهم ثم صار هذا النزاع على شكل حرب في زمن إمارة طراد بن دبيس و سيطرة أبو الحسن علي ، على إمارة الحلة و ذلك في سنة 405 للهجرة ، حيث دارت بينهم و بين بني عمومتهم ، بني مزيد أمراء الحلة ، معارك كان سببها هو أنه : " كان أبو الغنائم محمد بن مزيد مقيما عند أصهاره بني دبيس في جزيرتهم في موضع خوز ، فقتل أبو الغنائم بعض رجالاتهم و لحق بأخيه أبي الحسن فانحدر أبو الحسن إليهم في ألفي فارس و استمد عميد الجيوش فأمده بعسكر من الديلم و لقيهم فانهزم أبو الحسن و قتل ( بضم القاف ) أخوه أبو الغنائم ، و حالت الأيام بينه و بين الأخذ بثأره ( ثأر أخوه أبو الغنائم ) ، فلما كان سنة 405 للهجرة ، تجهز لقصدهم و جمع العرب و الشاذنجان و الجوانية و غيرهم من الأكراد و سار إليهم ، فلما قرب منهم خرجت زوجته ( أي زوجة علي بن مزيد ) ، ابنة دبيس و قصدت أخاها مضر بن دبيس ليلا و قالت له : قد أتاكم ابن مزيد فيما لا قبل لكم به و هو يقنع منكم بإبعاد نبهان قاتل أخيه ، فأبعدوه و قد تفرقت هذه العساكر فأجابها أخوها مضر إلى ذلك و امتنع أخوه حسان ، فما سمع ابن مزيد بما فعلته زوجته ، أنكره و أراد طلاقها ، قالت له : خفت أن أكون في هذه الحرب بين فقد أخ حميم أو زوج كريم ، ففعلت ما فعلت ، رجاء الصلاح ، فزال ما عنده منها ، و تقدم إليهم و تقدموا إليه بالحلل و البيوت فالتقوا و اقتتلوا و اشتد القتال لما بين الفريقين من الذحول ، فظفر ابن مزيد بهم و عزمهم و قتل حسان و نبهان ، ابني دبيس ، و استولى على البيوت و اﻷموال و لحق من سلم الهزيمة بالحويزة .
بقي أبو الحسن هنالك إلى جمادي الأولى ، ثم إن مضر بن دبيس جمع جمعا و كبس أبا الحسن ليلا ، فهرب في نفر يسير و استولى مضر على حلله و أمواله ، و لحق أبو الحسن ببلد النسل منهزما .
المصادر :
1. ابن خلدون ، تاريخ ابن خلدون ، ج 3 ، ص 442-441 .
2. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج 9 ، ص 251-249 .
**المصدر : رسالة الطالب أحمد علوي بعنوان " التشيع في اﻷهواز منذ نشأته إلى قيام الدولة الصفوية "
جامعة المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) - مدينة قم .
+ نوشته شده در ساعت 8:22  توسط جواد رمضانی |